السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته
*******************************
البنات
ألطف الكائنات .. ومن البنات من هن أصلح من الذكور ، فهن وفيات لآبائهن ،
وإذا أُحسنت تربيتهن كن قرة عين لهم ..ويتجلى حب البنت في قول عامر بن
الظرب ، لإبن معاوية لما خطب إليه ابنته : (
ياصعصعة إنك أتيتني تشتري مني كبدي ، وأرحم ولدي عندي ، والحسيب كفء ،
والزوج الصالح أب بعد أب وقد روى البخاري في صحيحه ، عنه صلى الله عليه
وسلم : ( من بُلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) ..
فأحسني
أختي المسلمة إلى ابنتك ، والإحسان إليها يكون بغرس الفضائل في نفسها
وتعهدها حتى تؤتي ثمارها .. تعليم الفتاة الحياء يدفع بها إلى المكرمات ،
وخاصة في عصرنا الحاضر الذي تفاقم شره .. فنحن
الذين لانملك ( الدش ) لانرى أحدث الصيحات العالمية إلا على بنات المسلمين
، حين نضب وقود الإيمان في نفوسهن ، وسقطت صبغة الحياء عن وجوه كثير من
بنات اليوم ...
دخلت فتاة إلى إحدى المناسبات وهي ترتدي
بنطلون أسود جينز ،وبلوزة سوداء قصيرة وضيقة ، وقبعة على الرأس ، والقصة
الفرنسية ، ولاننسى الجوال الذي غُرز في البنطلون
.. وكأنها ( مايكل جاكسون ) .. أُناشدك الله ..أختي المسلمة هل هذا يليق
بالفتاة المسلمة ؟ ووجه العجب أن يصدر الرضا من مؤسسة الأسرة وهي الأم ،
ولو اعتبرنا أن ذلك مرده إلى ضعف الإيمان .. ولكن هل في ذلك أناقة أو جمال
؟ والله ماأرى إلا أنه منظر يدعو إلى الاشمئزاز ، وهوسٌ يبرأ منه
الإسلام ، ومانبع ذلك إلا من جراء التمسح على أعتاب الغرب ، لينشأ لدينا
جيلاً مقطوع الصلة بالله ، ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
الحياة
مليئة بالمغريات المغلفة ، وقد تغفلين عنها أيتها الأم فتقع الفتاة في
شراكها ، فينحصر همها في هذه الشكليات ، لأنها لاتجد توجيهاً متصل ،
ولانصائح متتابعة ، ولاترويضاً لهواها .. ولو كان ذلك لرسخ الصلاح بأمر
الله في الأفئدة والأفكار ، وإذا ماجمعنا معظم أقوال الأمهات لوجدت
الإجابة !! صغيرة .. شابة .. تحب الحياة .. إجابات سلبية يحتويها الشيطان
فتعقبها الندامة ..
الصغيرة ياأختي ، سريعة التلقي ، ذكية ، تملك
فطرة خيرة ، فمتى تعلق قلبها باللباس الخليع والضيق ، لن تطيق الفضفاض منه
، كما أنها لن تصبر على الستر والحشمة .. أعرف إحداهن ممن عودت ابنتها على
لبس القصير والعاري ، عندما بلغت سن الثانوية اختارت موديلاً فاضحاً لإحدى
المناسبات ، حاولت الأم اقناعها ، وأنه لايليق ، وما كان منها إلا أن أصرت
على رأيها وارتدته ، وهنا نقول للأم هذا ماجنته يداك .. فالحياء يسبقه
استعداد فطري ممهد . وكذلك العباءة التي تحولت إلى فستان سهرة ، حتى تدخلت
فرنسا في تصميمها ، والطرح الشفافة ، فإذا عُودت الصغيرة على إرتدائها ،
وكشف وجهها ، ولبس النقاب ، فمن الصعب إجبارها على الحجاب الشرعي إذا كبرت
. ومن رأى وتتبع تاريخ الحجاب يعجب من سرعة التحولات في المجتمعات
الإسلامية ، على الرغم من أنه منذ سنوات قريبة كان الحجاب لديهم أشد من
حال جداتنا تمسكاً بالحجاب ، بل إن والدة الملك فاروق كانت لاتخرج لزيارة
أحد إلا في الليل حتى لايراها الناس ، وهي متحجبة لايظهر منها قيد أنملــة
، ولكن فعل أعداء الإسلام في سنوات معدودة مانراه ونشاهده في مجتمعات
كثيرة ، فقد سقط الحجاب شيئاً فشيئاً .. فإذا قُدمت إليك نصيحة أيتها الأم
الفاضلـة لاتقولي صغيرة ، فمن البنات إذا بلغت سن العاشرة ، تظهر عليها
علامات النضوج ، وجمال النساء ،وهنا وجب عليك أن تلفي حولها طوق النجاة ،
وتحميها من تحديق الذئاب الجائعة ، ففي عصر انعدمت فيه القيم الإسلامية ،
والمُثل العليا .. قد لايدرك الأبوبين خطورة ذلك ، فقد يؤدي ذلك إلى
اختطـــفاهــا ، والعياذ بالله ، وحينئذ تُعض كفوف الندم .. فنحن أمـة
خُلقت بضوابط ، ووُجدت بتمييز ..
وأنت أيتها الأم قادرة بأمر
اللــه على ارشاد روح الفتاة الحائرة ، قبل أن تتعــرى نفسيتـها من الحياء
والتقوى ، والوسيلـة مهيأة مادام العود ليناً طـــرياً ، فالأفكار
والأخلاق جانبان من جوانب النفس الإنسانية قابلان للضوابط والقيود ،وفي
الصغر تكون سهلــة مطواعة ، ولديها حساسية مرهفة قابلــة للتــــلقي ،
فأخذها بالحزم ، وكبح رغباتـــها الشريرة ، يؤهاــها لحياة ناعمة رغيدة
فضلى ، ويمتعهــا بسمعة عـــــاطرة مُثلــى ... يقول محمد الغزالي (
الحياء هو الدين كله ، فإذا أُطلق على طائفة من الأعمـال الجليلــة ، فهو
جــزء من الإيمان ، وأثر له ) .... انشلي ابنتك ياأختاه من حضيض التقليد ،
وذكريها بالجنة ، ذكريها بأنها ستكون من الحور العين بإذن اللـــه متى
التزمت بأمره تعالى بل وفُضلـــت عليهن ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني :
( أن أم سلمة قالت يارسول الله ! نســاء الدنيا أفضــل أم الحور العيــن ؟
قال بل نساء الدنيا أفضــل .. قلت يارسول الله وبم ؟ قال بصلاتهن وصيامهن
وعبادتهن الله تعــالى ) .
وروى البخاري في صحيحـه : (
… ولو اطلعت إمــرأة من نساء أهل الجنـــة إلى الأرض لمــلأت مابينهــما
ريحـاً ، ولأضـاءت مابينهما ولنصيفـها على رأسهــا خير من الدنــيا وما
فيــها ) ..